إن وصول طفل جديد يجلب معه فرحة كبيرة، ومعه مسؤولية ضمان التغذية السليمة. إن فهم كيفية تأثير الأشهر الأولى من حياة الطفل على جداول الرضاعة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للآباء الجدد. قد تبدو تغذية الأطفال حديثي الولادة وكأنها دورة مستمرة، ولكن مع نمو طفلك، ستتطور احتياجاته وأنماط الرضاعة لديه. تستكشف هذه المقالة التغييرات النموذجية التي يمكنك توقعها في جدول تغذية طفلك خلال تلك الأشهر الأولى الحاسمة.
تغذية الأطفال حديثي الولادة: إرساء روتين
في الأسابيع القليلة الأولى، يرضع الأطفال حديثي الولادة بشكل متكرر، غالبًا كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، ليلًا ونهارًا. تساعد هذه الرضاعة المتكررة في توفير إمداد جيد من الحليب للأمهات المرضعات وتضمن حصول الطفل على التغذية الكافية. من المهم أن تتذكري أن كل طفل يختلف عن الآخر، وقد يرضع البعض أكثر أو أقل من غيرهم.
يُنصح عمومًا بالتغذية المتجاوبة، والمعروفة أيضًا بالتغذية عند الطلب. وهذا يعني إطعام طفلك كلما أظهر علامات الجوع، بدلاً من الالتزام بجدول زمني صارم. يمكن أن تشمل إشارات الجوع التجذير، ومص الأيدي، والانزعاج.
- عادةً ما يرضع الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا بشكل أكثر تكرارًا من الأطفال الذين يرضعون صناعيًا، حيث يتم هضم حليب الثدي بشكل أسرع.
- قد تكون الفواصل الزمنية بين الرضعات أطول قليلاً بالنسبة للأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي.
- إن الاحتفاظ بسجل التغذية يمكن أن يساعدك في تتبع كمية الطعام التي يتناولها طفلك وتحديد أي مشكلات محتملة.
الشهر الأول والثاني: إيجاد الإيقاع
مع دخول طفلك الشهر الثاني، قد تلاحظين نمط تغذية أكثر قابلية للتنبؤ. وبينما يستمر في الرضاعة بشكل متكرر، قد تطول الفترات الفاصلة بين الرضعات قليلاً. يصبح الأطفال في هذه المرحلة أكثر كفاءة في الرضاعة، وبالتالي يمكنهم تناول المزيد من الحليب في فترة أقصر.
خلال هذه الفترة، من المهم الاستمرار في الاستجابة لإشارات الجوع التي يبديها طفلك. تجنبي إجبار طفلك على إنهاء الرضاعة من الزجاجة أو الرضاعة الطبيعية إذا بدا ممتلئًا. يمكن أن يؤدي الإفراط في الرضاعة إلى الشعور بعدم الراحة ومشاكل في الجهاز الهضمي.
تعتبر نوبات النمو شائعة خلال هذه الأشهر الأولى. أثناء طفرات النمو، قد يبدو طفلك أكثر جوعًا من المعتاد ويرغب في الرضاعة بشكل متكرر. هذه زيادة مؤقتة في الطلب، وسيتكيف إمدادك بالحليب (إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية) وفقًا لذلك.
الشهر الثالث والرابع: زيادة الكفاءة وفترات زمنية أطول
بحلول الشهرين الثالث والرابع، يصبح لدى العديد من الأطفال روتين تغذية أكثر رسوخًا. وعادةً ما يكونون قادرين على قضاء فترات أطول بين الرضعات، وخاصة في الليل. وذلك لأن معدتهم قادرة على استيعاب المزيد من الحليب، ويصبحون أكثر كفاءة في الرضاعة.
قد يبدأ بعض الأطفال في النوم طوال الليل (أو على الأقل لفترة أطول من 5 إلى 6 ساعات) خلال هذه الفترة. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن ليس كل الأطفال ينامون طوال الليل في هذا العمر، وهذا أمر طبيعي تمامًا.
استمري في مراقبة زيادة وزن طفلك ونموه. إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن عادات التغذية أو زيادة الوزن، فاستشيري طبيب الأطفال.
الشهر الخامس والسادس: الاستعداد للأطعمة الصلبة
في حوالي الشهر الخامس أو السادس، تظهر على الأطفال علامات الاستعداد للأطعمة الصلبة. وتشمل هذه العلامات القدرة على الجلوس مع وجود دعم، والتحكم الجيد في الرأس، وإظهار الاهتمام بالطعام. إن تقديم الأطعمة الصلبة هو عملية تدريجية ويجب أن تكمل حليب الثدي أو الحليب الصناعي، وليس أن تحل محله.
ابدئي بكميات صغيرة من الأطعمة المهروسة التي تحتوي على مكون واحد، مثل البطاطا الحلوة أو الأفوكادو أو الموز. قدمي طعامًا جديدًا واحدًا في كل مرة، وانتظري بضعة أيام قبل تقديم طعام آخر، لمراقبة أي تفاعلات حساسية. تذكري أن المصدر الأساسي للتغذية لا يزال حليب الثدي أو الحليب الصناعي.
لا يتعلق تقديم الأطعمة الصلبة بالتغذية فحسب؛ بل يتعلق أيضًا باستكشاف مذاقات وملمس جديد. دعي طفلك يستكشف الطعام بيديه وفمه. لا بأس إذا لم يأكل كثيرًا في البداية؛ الهدف هو تعويده على فكرة تناول الأطعمة الصلبة.
تقديم الأطعمة الصلبة: انتقال تدريجي
يجب أن يكون الانتقال إلى الأطعمة الصلبة تدريجيًا وتحت إشراف طفلك. ابدأ بوجبة أو وجبتين صغيرتين يوميًا، ثم قم بزيادة كمية وتنوع الأطعمة تدريجيًا مع تقدم طفلك في العمر.
قدمي مجموعة متنوعة من الأطعمة، من الأطعمة المهروسة إلى الأطعمة المهروسة، لمساعدة طفلك على تطوير مهارات المضغ لديه. تجنبي إضافة الملح أو السكر أو العسل إلى طعام طفلك، فقد تكون هذه المواد ضارة بصحته.
استمري في تقديم حليب الثدي أو الحليب الصناعي على فترات منتظمة، حتى بعد البدء في تناول الأطعمة الصلبة. يجب أن يظل حليب الثدي أو الحليب الصناعي المصدر الأساسي للتغذية حتى يبلغ طفلك عامًا واحدًا على الأقل.
تحديات التغذية الشائعة
غالبًا ما يواجه الآباء الجدد تحديات مختلفة في التغذية خلال الأشهر الأولى من حياة أطفالهم. قد تتضمن هذه التحديات ما يلي:
- ارتباك الحلمة (بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية والذين يرضعون أيضًا من الزجاجة)
- مغص
- الارتجاع
- حساسية الطعام
- التسنين (الذي يمكن أن يؤثر في بعض الأحيان على الشهية)
إذا كنت تعانين من أي من هذه التحديات، فلا تترددي في طلب الدعم من طبيب الأطفال أو مستشار الرضاعة أو غيره من المتخصصين في الرعاية الصحية. يمكنهم تقديم التوجيه والدعم لمساعدتك في التغلب على هذه التحديات.
تذكري أن إطعام طفلك هو عملية تعلم لك ولطفلك. تحلي بالصبر والمرونة وثقي بغرائزك. مع مرور الوقت والممارسة، ستجدين روتينًا لإطعام طفلك يناسبك وطفلك على أفضل وجه.